روائع مختارة | قطوف إيمانية | التربية الإيمانية | نبضات قلب مسافر

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
روائع مختارة
الصفحة الرئيسية > روائع مختارة > قطوف إيمانية > التربية الإيمانية > نبضات قلب مسافر


  نبضات قلب مسافر
     عدد مرات المشاهدة: 1988        عدد مرات الإرسال: 0

بني الحبيب:

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أسعدني حسن توكلك على الله، وإستعانتك به عز وجل، مع دأبك على العمل والجد، والأخذ بالأسباب التي أمرنا الله بها، كما أسعدني حفظك أجزاء من القرآن الكريم، فهذا عطر المجالس والأرواح، وما أحوجنا إلى تدبره وفهم آياته ومعانيه مع حفظه، فهو أندى للقلوب وأجدر للعمل به! ودعنا نمضي إلى هذا المشهد القرآني النابض بعبق كتاب الله، وتدبر أحكامه مع الصحابي الجليل عبد الله بن مسعود رضي الله عنه، فقد كان أمير المؤمنين الصحابي عمر ابن الخطاب رضي الله عنه في سفر من أسفاره مع أصحابه، والليل يخيم على الأرجاء، فمرت قافلة قريباً منهم، فلم يستطيعوا التعرف على رجالها، وكان في القافلة عبد الله بن مسعود، فأمر عمر بن الخطاب أحد رجاله أن يناديهم: إلى أين القوم؟ فيجيب عبد الله بن مسعود: إلى البيت العتيق، وعندئذ يحدث عمر بن الخطاب رجاله قائلاً: إن فيهم عالماً، نادهم يا أخا الإسلام: أي القرآن أعظم؟! فيتلو عبد الله بن مسعود بصوت رخيم رطب: {اللّهُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ لاَ تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلاَ نَوْمٌ لَّهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ مَن ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلاَّ بِإِذْنِهِ يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلاَ يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِّنْ عِلْمِهِ إِلاَّ بِمَا شَاء وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ وَلاَ يَؤُودُهُ حِفْظُهُمَا وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ} [البقرة:255].

عمر بن الخطاب: نادهم أي القرآن أحكم؟!

عبد الله بن مسعود: {إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ} [النحل:90].

عمر بن الخطاب: نادهم أي القرآن أجمع؟!

عبد الله بن مسعود: {فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ*وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ} [الزلزلة :7-8].

عمر بن الخطاب: نادهم أي القرآن أخوف؟!

عبد الله بن مسعود: {لَّيْسَ بِأَمَانِيِّكُمْ وَلا أَمَانِيِّ أَهْلِ الْكِتَابِ مَن يَعْمَلْ سُوءًا يُجْزَ بِهِ وَلاَ يَجِدْ لَهُ مِن دُونِ اللّهِ وَلِيًّا وَلاَ نَصِيرًا} [النساء:123].

عمر بن الخطاب نادهم أي القرآن أرجى؟!

عبد الله بن مسعود: {قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ} [الزمر:53].

عمر بن الخطاب: نادهم، أفيكم عبد الله بن مسعود؟!

قالوا: اللهم نعم.

فمتى يابني الحبيب نصل إلى سمو الروح في هذا الفهم الرحب العميق؟؟!

الكاتب: محمد شلال الحناحنة.

المصدر: موقع منارات.